هذه رسالة كتبتها قبل اثنين وعشرين سنة..وجدتها بالصدفة بين كومة من الاوراق والكتب والمجلات..كانت في طريقها الى التصفية والحساب.
لكني بمجرد ما رايت الورقة وقبل تفقد ما كتب عليها...تذكرتها...تذكرت ليلتها البيضاء..وبقدر ما قللت من قيمتها كورقة عفى عنها وعما كتب
عليها الزمن بقدر ما تعلقت بها وحن قلبي لايام خلت كانت فيها الحياة بسيطة ومبنية على اشياء لم يعد العصر الحالي يعترف بها او يعيرها
اهتماما...
كانت على ورقة او جزء من (ورقة الوزير هههههه)(papier ministre) مطوية ...كتابتها مقروءة ..حفظت جيدا بين المجلات...والكتب..مجلات العربي وكتب عالم المعرفة وغيرها..كانت القراءة ومطالعة المجلات والكتب الادبية او العلمية شان كل الطلبة وخصوصا شان رجال التعليم على اختلاف مشاربهم ولغة تدريسهم...لا اطيل عليكم وانقل الرسالة من خطية على ورق الى الكترونية على صفحة منتدانا ...بالمناسبة في الوقت الذي كتبت فيه هذه الرسالة لم يكن احد يحلم بالانترنت او المجلات والصحف الالكترونية ولا المدونات..ولا الفيس بوك ولا اسكايب ولا اذكر حتى اني كنت اسمع بالحاسوب ..
ههههههههههههههههههههههه
الرسالة كما هي
رسالة الى ولدي 28/27 -6-92
ولدي العزيز!
من اين ابدا الحديث معك?
لقد عرفتك ولم تزل حلما في خيالي..وقد اصبحت املا تضيئ مستقبلي..عرفتك وقد تحركت في احشاء امك التي كانت تكافح وحدها لتملا علي وحدتي.
ماذا اقول لك الان وقد تدحرجت امامي كبيضة اخاف عليها من كل ما يتحرك حولها
كانت امك تقول لي انك لن تستطيع معه صبرا...سوف تضربه لاتفه الاسبال..فالاطفال اشقياء.
ولما جئتني اقسمت الا اضربك ابدا ..والا افارقك ابدا..واقسمت ان ابقى على حبي لها ولك ما نبض قلبي بالحياة.
ولدي العزيز! اين نساء العالم من امك!لن يستطعن مجتمعات ان ياتين بمثلك..امك وحدها استطاعت ذلك.
ولدي العزيز! اين نساء العالم من امك.ليس على وجه الارض امراة مثل امك.صدقني يا ولدي..احن النساء علي امك..احب النساء الي امك.اجمل
النساء في عيني امك..ارق النساء هي امك..اوفى النساء امك..صدقني يا ولدي.
اين نساء العالم من امك..هي التي جاءت بك الي..هي التي اضاءت نور عيني وافاضت السعادة علي..
ولدي العزيز!
لم اكن اريد ان احدثك عن حبي لها...انه عارم كالسيل..رقيق كالنسيم..وهو جاثم كالطود ومرح كالفراشة...
حبي لها بحر هائج تتلاطم امواجه كالعفاريت الزرق على صدري..
لم اكن اريد ان اقول لك هذا..لان حبي لها اكثر من هذا..لان حبي لها هو حبي لها...لا يعبر عنه
قلم ولا يفصح عنه لسان..ولا تكفيني لوصفه
كتب المكتبات..ولا مداد المحابر..
لم اكن اريد ان اقول هذا الذي اكنه لها لانها تعرف هذا..
لان الذي اكنه لها باق وخالد..لا يفنى بفنائي..ولا يخبو اذا شغلتني عنها معارك الحياة...
ولدي العزيز!..لم اكن اريد ان اقول هذا...ولكنك منها..وحبي لك من حبي لها..فانت العطر الذي يفوح من تلك الوردة...
وانت النور الذي يشع من ذلك النجم..وانت الماء العذب من ذلك النبع الصافي.. ولدي العزيز!لم اكن اعرف ما اريد ان اقوله لك هذه الليلة وانت بعيد عني..وحرت في المقدمة التي ابدا بها..
لاقول لك شيئا واحدا...وهو اني احبك حبا لا استطيع معه فراقك ليلة واحدة كما فعلت هذه الليلة.
.اني حزين لغيابك..واشعر بعقدة في حلقي..وضيق في صدري..وفراغ مخيف حولي..فتعالى يا عزيزي لتملا علي حياتي .
.فينشرح صدري وتحل عقدتي
اني احبك.احبك..والدك.... توقيع
هكذا انتهت تلك الرسالة...وهكذا كتبت من اكثر من عشرين سنة...لم استطع ولم ارغب في تغيير عبارة او حرف...بل نقلتها بكل امانة كما
كتبها ذلك الشاب لابنه البكر..وكان عمر الصبي انذاك ثمان سنوات...وعمر اخته ثلاثا...وكان صلاح الدين يقضي ليلته عند جدته في مدينة
الرباط...لعله كان في عطلة ..او لعل
خالته اخذته معها الى الرباط ...وكان محبوبا لذى جميع اقاربه ولا زال..
ولازلت احبه كما كان وقد اكمل دراسته واشتغل وهو مقبل على الزواج ان شاء الله.
اردت فقط ان اشارككم جزءا من حياتي..فمن اراد ان يعقب او يعلق فالتعليق حر والاحترام واجب..
شكرا لسعة صدركم